يُعد الذهب من الأصول التي تعكس المزاج الاقتصادي العالمي، وملاذاً آمناً في أوقات التوتر، وخياراً استثمارياً رئيسياً للأفراد والبنوك المركزية على حدٍ سواء. ومع دخولنا النصف الثاني من عام 2025، تزداد التوقعات حول مسار أسعار الذهب، خاصةً في منطقة الخليج حيث يلعب الذهب دوراً كبيراً في الثقافة والاستثمار.
أداء قوي في بداية 2025
شهد النصف الأول من عام 2025 ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الذهب، متجاوزاً حاجز 2,200 دولار أمريكي للأونصة في بعض الفترات. جاءت هذه المكاسب نتيجة لتقلبات الأسواق، واستمرار الضغوط التضخمية، وعدم وضوح اتجاه السياسات النقدية.
ما الذي يدفع أسعار الذهب في النصف الثاني من 2025؟
1. قرارات البنوك المركزية
لا تزال سياسات الفيدرالي الأمريكي والبنوك المركزية الأخرى محور التركيز. أي ميل لتخفيف أسعار الفائدة قد يؤدي إلى تراجع الدولار، ما يعزز جاذبية الذهب. أما في حال عودة سياسة التشديد، فقد يحد ذلك من مكاسب الذهب.
2. تباطؤ النمو العالمي
يشهد الاقتصادان الصيني والأوروبي تباطؤاً ملحوظاً، مما يدفع المستثمرين للبحث عن أصول أكثر أماناً مثل الذهب. في الخليج، يمكن أن ينعكس هذا الوضع عبر زيادة الاهتمام بالذهب كوسيلة للتحوّط.
3. التوترات الجيوسياسية
لا تزال النزاعات في بعض المناطق قائمة، والتصعيد في أي منطقة مثل الشرق الأوسط أو آسيا قد يدفع بالذهب إلى مستويات أعلى.
4. الطلب المحلي على الذهب والمجوهرات
في دول الخليج، يشهد الذهب طلباً مستمراً خاصةً خلال مواسم الأعراس والمناسبات الدينية. ومع استقرار الأسعار نسبياً، قد يزداد الإقبال على شراء المجوهرات الذهبية خلال النصف الثاني من العام.
5. استثمارات الصناديق العالمية
تُعد حركة صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) عاملاً مؤثراً على الأسعار. أي زيادة في الإقبال على هذه الصناديق قد تدعم الذهب، بينما الخروج منها قد يضغط على الأسعار.
سيناريوهات متوقعة
السيناريو الإيجابي
في حال استمرار التضخم أو حدوث تباطؤ اقتصادي عالمي، قد نشهد ارتفاع الذهب إلى مستويات تفوق 2,300 دولار أمريكي للأونصة.
السيناريو السلبي
إذا تراجعت معدلات التضخم واستقرت الأوضاع الاقتصادية، قد تعود شهية المستثمرين نحو الأسهم، مما قد يؤدي إلى انخفاض الذهب لمستويات تتراوح بين 1,950 و2,000 دولار.
السيناريو المرجّح
يتوقع معظم المحللين استقرار أسعار الذهب ضمن نطاق 2,050 إلى 2,250 دولار أمريكي للأونصة خلال ما تبقى من العام.
ماذا يعني ذلك للمستهلك؟
-
للمستثمرين: الذهب لا يزال خياراً آمناً، خاصةً في ظل التقلّبات. تنويع المحفظة الاستثمارية مهم.
-
للمشترين: النصف الثاني من العام قد يكون توقيتاً مناسباً للشراء قبل أي ارتفاع محتمل نهاية العام.
-
لأصحاب المحلات: راقبوا تحركات الأسعار وسلوك المستهلكين لتعديل العروض وتوقيت الحملات التسويقية.
مكانته كأصل موثوق
يواصل الذهب تأكيد مكانته كأصل موثوق في وجه التقلبات. ومع استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، يبدو أن الذهب سيبقى أحد أبرز الأدوات المالية والثقافية التي يعتمد عليها الأفراد في الخليج خلال النصف الثاني من عام 2025.
Add comment